المشاركات

الوحدة خلاص لك

صورة
  قد يبدو من المريب أن تكون وحدك في كل شيء عندما تُدرك، عندما تقرر حدقتا عينيك احتضان الحزن، عندما تعتليك صرخة السكون، عندما تحلم، وحين تخطّ الحياة عليك وجعًا لا يُحتمل لكن... في حقيقة هذا الأمر، ستجد التحرر. التحرر من الجميع أنت فقط مرآة لنفسك، ولصوتك الداخلي وتلك الصرخات الإيمانية التي تربطك بربك. لا تحمل إثم أحد، ولا تنتظر منه أملا أنت وحدك من يكترث لأمرك... أو لا يكترث. ولهذا، أظن أن البشر دائمًا عديمو النفع. ليس لأنهم سيئون، بل لأن التعلّق بهم هو العقدة أو ببساطة: لأنهم ليسوا أنت.

أتكلم حين يصمت القطيع

صورة
ماذا لو شنقتُ ضجيجي؟ لا أتحدث عن فناء الجسد، بل عن ذاك النوع الآخر من الفناء…  الصامت، البطيء و المبرّر اجتماعيا ماذا لو تخلّيت عن ملامحي؟ عن أسئلتي التي تُزعج النظام، عن لغتي التي لا تُشبه ما يروجونه كل يوم؟ ماذا لو كتمت فوضاي؟ وقطعت صوتي الداخلي لأتماشى معهم، أرتدي هدوءهم و أكرر كلماتهم، أتمايل كما تتمايل  الجماعة في الجامعة العربية بالضبط ثلاث عشرة سنة من التشكّل، من الحلم بأن أكون أنا، لا نسخة محسنة من قطيع، أأشنقها الآن؟ أأنهي أنفاسي التي تُبقيني مشتعلة؟ وأُلبس ذاتي ثوب الطاعة الرمادي؟ هل هذه هي النجاة؟ أن أكون بلا ملامح… كي لا يكرهني أحد؟ أن أسكت… ليرونني ناضجة؟ أن أطفئ روحي كي لا يتأذى المحيط؟ وبعيدا أحقا سينقذني الهدوء؟!  ثم من قال إنني خُلقت كي أُتبعهم  من قال إنني مدينة لأحد بالتشابه؟ الهدوء لا يُغويني… الهدوء يخيفني، لأنني أعرف ثمنه: الذي هو أنا  .    أعلم يقينا أن هناك الكثير مني  لكنهم خائفون  رغم علمهم بأن الخوف لا يكون خوفا حين يفرض بل مجرد كذبة يخترعها النظام ليسكت وليسود ما أراد هو  لذا، إن لم تكن خائفًا حقًا فامضِ ...

أنـــــــــا والعــابــــــــــرون

صورة
  في الطريق، في المواصلات العامة، في البيت، وهناك في الشارع، في عيون العابرين تختلط وتتشابك الٱمال بالأحلام أحدهم... كل ما في عينيه الشفاء، وآخرُ لا يريد من الدنيا إلا الهجرة من هذه البلاد، ثالثٌ يحلم بطعامٍ دافئ، وسقفٍ يحتضن جسده من البرد. وهناك من يتخيل نفسه مهندسًا بارزا في سماء اقرانه!!، وٱخر يلاحق الشهرة، وذاك يعيش على نغمة حلمه بأن يكون موزّعًا موسيقيًا عظيمًا.. وفي الركن هناك صوتٌ يبكي بحرقةٍ... يتوق لرؤية الفوضى وسماع كلمتي ماما، بابا تعم بيته!! وتحت العمارة تلك، أحدهم يبكي شوقًا لقرب من يحب. و هناك في الأعلى انظر تلك الغرفة ذات الضوء الخافت، ثمة من يبكي أيضًا… حرقةً على نسيانه الجزء الأخير الذي حفظه من سورة البقرة على مرِّ أسبوع وماذا عن ذلك الشاب، الجالس وحيدًا قرب البحر؟ يبكي بصمت. ماذا يريد هو الآخر؟ آه… يريد ان يرجع الزمن للوراء، ليعيش بين أحضان والديه، ليرضيهما قبل أن يرحلا…لقد كان أنانيا!!! .وبعيدا عن كل هؤلاء جدا هناك حيث أنا تلتهب الأمال وتنبت في كل يوم جذور وتحيا من جديد كأنها لم تذق مر البارحة، لم تعد الحياة تغريني، لا بصعوبتها ولا بسهولة أحلامها. لقد أصبحتُ...

أيـن أنــــــــــــــــا

صورة
  أنا الآن تائهة في داخلي. كان لديّ طريق وهدف، لكني فقدتهما على الأرجح لم أعد أعلم ماذا أريد، ولا إلى أين أمضي. لا شيء هنا يثير اهتمامي… أقف متحجرة، أنا ودموعي التي تختنق في مدمعي. إلى أين سأصل، يا تُرى؟ ثم أين أنا أساسًا؟ لا شيء يعجبني الآن، لا أريد شيئًا، لا حلماً، ولا حتى شيئاً مما رغبت فيه قبل دقيقة من الان!!  كل شيء تلاشى… حتى الرغبة في َ أشعر أني أمام طريق مسدودة. معلّقة بين الوهم والحقيقة رأسي يؤلمني من كثرة التفكير، وقد يؤدي بي هذا إلى الهذيان، أو ربما الى الجنون قريباً… لا أستبعد ذلك لا استبعده البتة،  فالجميع هنا يصرخ بالتكرار ذاته، بالحياة ذاتها: “يجب أن تمرّي بما مرّ به آباؤك وأجدادك.” لماذا؟ لماذا يحدث لي كل هذا؟ أنا فقط أردت حرية العيش والتعبير عن ما اريد ، لا أكثر. ما ذنبي إن لم تعجبني طبيعة مجتمعي، طريقة حديثهم، نقاشاتهم، اختياراتهم، تدخلاتهم العنيفة؟ ثم لماذا لم أتمكن من الحصول على ما أريد؟ لماذا لم أنجح في إنقاذ نفسي من هذه الحالة البائسة؟ أنا أكره اندفاعي اكره افكاري!!  هكذا رددت!!  صمت ثم غصت مع فكري أسئله مجدادا هل وجب علي هذا؟!  هل أنا...

وســـــــــادتي ذات الغطاء الرمادي

صورة
... وبعد كل المهازل التي تحدث في يومي تجدني أهرب فرارا منها إلى سريري ووسادتي ذات الغطاء الرمادي التي تحفظ عدد تنهيداتي ودموعي أكثر مني  وتقيس درجة انكساري بلا سؤال ولا لوم    فقط أحتضنها وأهمس لها ربما بدافع الاحتياج أو التعلق أو الجهل  أنا أحبك وانا أعنيها  لكن بطريقتي الخاصة    الممزوجة بالأنانية والتغطرس والصفاء الطفولي دعونا من حبي للوسادة  دعونا من تفاصيل هروبي  فليس كل ما يشترى يباع  ولا كل الحكايا تروى ثم إني ٱدمية لا تعرف للحب طريقا،  ولدت هنا في قرية نائية،  كنا إخوتي وأنا نلهو بالعدو والأحلام البليدة!!  حتى تمنيت أن أكبر،  لأهرب من ضيق المكان ولأعانق حلما يتجاوز حدود قريتي الصغيرة  أن أرى السماء أوسع من سقف غرفتي،  أن أسمع أصواتا جديدة غير صدى خطواتي أن ألهو بأفكاري وأنسجها على مرأى خيالي تحققت الأمنية  و كبرت،  وصارت الأفكار تصنعني لا أنا  والمجهول أقرب لي من المألوف  ووجدت نفسي على الحافة  لكن لا أدري أعلى شفاها أم أنني أتوهمها بقيودي أصلا  كبرت  وتهت ...

غزة... لا تكتب

صورة
    قالو:  اكتبي عن غزة يا وردة!!  لكن ماذا أكتب بالضبط؟ أحيةٌ هي؟ أم ميتة؟! غزة لا تعرف تمامًا إلى أي الضفتين تنتمي، هي ليست بين الحياة والموت فقط… بل مدفونة بين السؤال والخذلان، في قبرٍ مظلمٍ بارد، لا يُذكر في نشرات الأخبار، ولا يُضاء في ليالي العالم الذي ينام على صمته. ومع ذلك… تتنفس. نعم، تتنفس من روح أطفالها الذين قُصفوا، ومن رئةٍ أُزهقت ولم تشتكِ، من صوت أمٍ فقدت أبناءها وبقيت تصلي. ثم أريد أن أعرف… بأي حق قد  أكتب عنها؟ ما الذي تفعله حروفي أمام شظايا الغدر؟ ما جدوى الكتابة أمام غارةٍ تُبيد شارعًا في لحظة؟ وإني لأخجل… أخجل من حروفٍ لا توقظ شهيدًا، ولا تحمي غائبًا من الغارة التالية، ولا تُغلق جرحًا على خدّ طفلةٍ بقيت وحدها مختبئة تحت ركام منزلها  غزة لا تحتاج كلماتي الآن، غزة أكبر من كل حروفي التي انسجها هي تكتب نفسها بنفسها، بحبرٍ من دم، وورقٍ من جدران انهارت على صدور ساكنيها ثم ما لي، ولمثلي، سوى تجرّع بعضٍ من حبوب الألم، والدعاء لها… فالدعاء لم يعد مجرّد رجاء، بل مقاومة من نوع آخر، صوت لمن  لا يملك سلاحًا، لكن قلبه على الأرض يحترق.   ...

فـي قلب السواد صرخة لم تسمع

صورة
 الكثير من السواد    لا أحد هنا  هذا ما بدا لي  أنني أحلم  خطط ذهني لاستفاقة مجنونة رغم يقظتي!  استفقت  لكن السواد مازال قائم  لم أرى شيئا من حولي حتى وسادتي..  ارتجف مناصي  وناديت على مأمني بصوت عال.. ماما..   لم تجب كررتها مرة ومرتان  لكن ماما لم تأت  تملكني اهتزاز داخلي لم يبعد في شبهه عن الزلزال  قلبي ومعدتي وعقلي الثلاثة في صدري  انهرت  وجال ذاك الصوت المرعب في رأسي  انتهى الأمر اخر محاولة لك و انتهت  صوت تردد كالصدى في كلي، تخللني  غصت أردد اين انت؟!! اجب!!  اجب اين انت وانا؟؟!  لما لا تتكلم ككل مرة هيا ثرثر انا انهار...!!  اثق بانك هنا بداخلي حتى لو كنا في الجحيم!  هيا اصرخ ككل مرة لم ينته الأمر  لم ينته الأمر....  دموع تنهمر من جفني كأنها حمم بركانية  ثقل يطال قدامي  وظلام، ظلام دامس أمامي أما نَفَسي فكان الوحيد الذي استطعت تمييزه وسماعه بين ملايير الأفكار التي كانت تتدفق في كل ثانية من شفتاي لم أنتبه لتفاصيل أخرى سوى أنني صرخت مجدداً:...